ثم استعمل في الإخلاص، فيقال: أسلم الرجل إذا أخلص للَّه، وسلم الغلام في صناعة كذا إذا أخلصه لها، وسلم فلان على فلان كأنَّه عرفه خلوص سريرته، وقد سلم العبد أمره؛ أي -: فوضه إليه وأخلص التوكل فيه عليه.
والسلامة: الخلاص من الشر، وقوله: (أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ) أي: أخلصت ديني.
ومثله: (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ). أي: يخلص دينه له. وهو في القرآن على ثلاثة أوجه:
أولها: الإخلاص، قال الله تعالى (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ). أي: أخلص: (قَالَ أَسْلَمْتُ). أي: أخلصت.
الثاني: الإقرار، قال الله تعالى: (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا).
أي: أقر بالعبادة طوعا. باللسان أو كرها؛ لما فيه من الدلالة على صنع الله فيه، على سبيل ما قال الحكماء: كل صامت ناطق. وهذا يقوم مقام الإقرار وإن لم يكن به.
وقال تعالى: (وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ). أي: إقرارهم بالإسلام؛ يعني: المنافقين، فسمى الإقرار إسلاما؛ لأنه من شرائط الإسلام.
1 / 51