كتابة الحديث النبوي في عهد النبي ﷺ بين النهي والإذن
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
المبحث الأول: الأحاديث الواردة في النهي عن كتابة الحديث النبوي
أولًا: الأحاديث المرفوعة
وهي مروية عن ثلاثة من الصحابة ﵃ هم: أبو سعيد الخدري، وأبو هريرة، وزيد بن ثابت أخرج رواياتهم الخطيب البغدادي في "تقييد العلم" سأذكرها بإيجاز ومن أخرجها من أصحاب الكتب المشهورة وأتبعها بما روي عن الصحابة من الأحاديث الموقوفة في هذا الموضوع.
أولًا: ما رواه أبو سعيد الخدري ﵁ في النهي:
أخرج الخطيب البغدادي في "تقييد العلم" بإسناده إلى عفان قال: ثنا همام أخبرنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري ﵁ أن النبي ﷺ قال: " لا تكتبوا عني شيئًا سوى القرآن -قال (الصاغاني) غير القرآن- ومن كتب عني غير القرآن فليمحه، وقال: حدثوا عني ولا تكذبوا علي، ومن كذب علي - قال همام: أحسبه قال: متعمدًا - فليتبوأ مقعده من النار " (١) .
وفي رواية من طريق همام أيضًا زاد: "وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" (٢) .
قال الخطيب بعد رواية هذا الحديث: "تفرد همام برواية هذا الحديث عن زيد بن أسلم هكذا مرفوعا. وقد روي عن سفيان الثوري أيضًا عن زيد، ويقال إن المحفوظ رواية هذا الحديث عن أبي سعيد الخدري من قوله غير
_________
(١) صحيح مسلم بشرح النووي، كتاب الزهد، ١٨/١٢٩.
(٢) تقييد العلم ٣٠.
1 / 14