كتابة السنة النبوية في عهد النبي ﷺ والصحابة وأثرها في حفظ السنة النبوية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
ولم يطلبوه من أهله ولا من مظانه.
وهذا الحديث يعد معجزة من معجزات رسول الله ﷺ فقد حدث ما تنبأ به، وأخبر عنه وظهرت منهم فئة قديمًا، وظهرت أخرى حديثًا تدعو بهذه الدعوة الظالمة منادية بالاقتصار على القرآن الكريم وترك الحديث النبوي، وهم بهذه الدعوة يحاولون ضرب الإسلام والإتيان عليه من القواعد، فإذا تركت السنة النبوية استعجم القرآن ولم يعد مشروحًا مفصلًا.
ولذا يؤكد الرسول ﷺ الحرص على حديثه وسنته وسنة الخلفاء الراشدين من بعده فيقول ﷺ: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ" (١) .
وعن ابن عباس ﵄ أن النبي ﷺ خطب في حجة الوداع فقال: "إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم ولكن رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أمركم فاحذروا، إني تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدًا كتاب الله وسنة نبيه" (٢) .
وأما الحديث الذي حاول بعض القائلين بالاكتفاء بالقرآن أن يستدلوا به والذي يعتبر مستند القائلين بعدم استقلال السنة النبوية بالتشريع فهو: "إذا جاءكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله فما
_________
(١) رواه أبو داود (٤/٢٠٠) برقم ٤٦٠٧ والترمذي ٥/٤٤ برقم ٢٦٧٦ وقال: حديث حسن صحيح.
(٢) تقدم تخريجه في ص ١٥ مختصرًا.
1 / 47