كتابة السنة النبوية في عهد النبي ﷺ والصحابة وأثرها في حفظ السنة النبوية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
كما في غزوة بدر حين راجعه الحباب بن المنذر في مكان النزول" (١) ومثل هذا إنما حدث تطبيقًا لمبدأ الشورى في الإسلام.
وإذا كان الحال هكذا في حياة الرسول ﷺ، فإنه أيضًا تجب طاعته واتباع سنته بعد وفاته، لأنه ﷺ حثَّ المسلمين أن يطيعوه ويتبعوه بعد وفاته تمسكًا بالكتاب والسنة وسيرًا على هديهما فقال ﷺ: "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي" (٢)، وكما وجب على الصحابة بنص القرآن اتباع الرسول وطاعته في حياته وبعد مماته كما في الحديث السابق وجب على من بعدهم من المسلمين اتباع سنته بعد وفاته؛ لأن النصوص التي أوجبت طاعته عامة لم تقيد في ذلك بزمن حياته ولا بصحابته دون غيرهم؛ ولأن العلة جامعة بينهم وبين من بعدهم، وهي أنهم أتباع لرسول أَمَرَ اللهُ باتِّباعه وطاعته (٣)، لهذا كله تلقى الصحابة السنة النبوية وبلغوها إلى من بعدهم.
_________
(١) السنة ومكانتها في التشريع. ص:٦٦.
(٢) أخرجه مالك في الموطأ (٢/٨٩٩) برقم٣، والحاكم في المستدرك (٣/ ١٠٩، ١٤٨، ٥٣٣) وصححه، ووافقه الذهبي، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (٢/١٨٠) .
(٣) السنة ومكانتها في التشريع. ص:٦٧.
1 / 14