من عجائب الدعاء - الجزء الثاني
الناشر
دار القاسم للنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
المدينة وعك أبو بكر وبلال (١) قالت: فدخلت عليهما فقلت: يا أبت كيف تجدك؟ ويا بلال كيف تجدك؟ قالت: وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:
كُلُّ امرئ مُصَبَّحٌ في أهله ... والموتُ أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا أقلعت عنه يرفع عقيرته يقول:
ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلةً ... بواد وحولي إذخر وجليلُ؟
وهل أردَنَّ يومًا مياه مجنَّة ... وهل يبدونَّ لي شامةٌ وطفيلُ
قالت عائشة: فجئت إلى رسول الله ﷺ فأخبرته فقال: «اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، وصححها وبارك في مُدها وصاعها، وانقل حُمَّاها فاجعلها بالجُحْفَة» (٢).
* * *
_________
(١) بلال بن رباح ﵁: مؤذن النبي ﷺ، مولى أبي بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه - وأمه حمامة، وهو من السابقين الذين عذبوا في الله - تعالى - شهد له النبي ﷺ على التعيين بالجنة، قال عمر: أبو بكر سيدنا أعتق بلالًا سيدنا. قال سعيد بن عبد العزيز: لما احتضر بلال قال: غدًا نلقى الأحبة محمدًا وحزبه قال: تقول امرأته: واويلاه فقال: وافرحاه. توفى سنة عشرين بدمشق [السير للذهبي (١/ ٣٤٧ - ٣٦٠)].
(٢) رواه البخاري: رقم الحديث (٥٦٥٤) ص٤٨٤.
1 / 24