حقوق المرأة في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
(بدون ناشر)
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
تصانيف
وينكتها إلى الناس اللهم اشهد، اللهم اشهد) (١) وقد صدق من قال إن جاهلية اليوم أكثر إغراقا من الجاهلية السابقة، قوم نوح احتجوا عليه بأنه بشر مثلهم ﴿فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ﴾ (٢) وجاهلية اليوم أسرفوا في تقديس الأشخاص حتى تجاوزا الرسل إلى من دونهم من الناس، بل زعموا في بعضهم أنهم في مقام أفضل من مقام الرسل، كمن يقول: إن لأئمتنا مكانة لم يبلغها ملك مقرب ولا نبي مرسل، فخرجوا بكثير من الناس عن تقديس الرسالة، وأفقدوهم المنهج السوي الذي جاء به نبينا محمد ﷺ، على أن تقديس الرسالة والعمل بالمنهج السوي لا يزال قائما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهو ما أخبر به نبينا محمد ﷺ،
١٢ - (لا تزال طائفة من أمتي على الحق، منصورة حتى يأتي أمر الله) (٣) وعلينا في هذا العصر وقد كثر أعداء الإسلام، أن نعتصم بالمنهج السوي: كتاب الله ﷿، وسنة المصطفى نبينا محمد ﷺ، ولا بد أن نركّز أولا على تقديس الدين كما أراد الله ﷻ، وكما أمر رسول الله ﷺ، ونجد ونجتهد في إثراء الناس بالقيم الروحية، التي تلقّاها الصحابة من رسول الله ﷺ، وبها صمدوا أمام الأعداء بدءا ببلال ﵁، صاحب القول العظيم: أحد أحد، وآل ياسر صدق الله العظيم، يمر بهم رسول الله ﷺ وهم يعذبون، فيقول:
_________
(١) مسلم، حديث (١٢١٧) وهو طويل.
(٢) الآية (٢٧) من سورة هود.
(٣) أخرجه مسلم، حديث (١٧٠)
1 / 26