وجاء النبي المنتظر
الناشر
الجامعة الإسلامية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٠٥هـ
مكان النشر
المدينة المنورة
تصانيف
هـ- ورد أيضا في الجملة الثامنة عشرة:"وأجعل كلامي في فمه".
وهذا التعبير يشير إلى أن ذلك النبي ينزل عليه الكتاب، وأنه لا يتكلم من تلقاء نفسه أو هواها، بل بوحي من الله، وأنه يكون أميا حافظا للكلام.
ومحمد ﷺ كان كذلك. قال الله تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَى﴾ سورة النجم ٤، وكان أميا حافظا. قال ﷾: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى﴾ سورة الأعلى ٦.
هذا، ولم يذع أحد من أبناء إسماعيل ذلك سوى محمد ﷺ ولم يقم نبي أمي سواه منذ خلق الله الدنيا إلى اليوم. ووجاء فيها أيضا:"ويكلمهم بكل شيء آمره به". ومحمد كان يبلغهم كل شيء أمره الله به، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ سورة المائدة ٦٧،. وقال سبحانه: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ أسورة النحل ٤٤،.
وجاء في الجملة التاسعة عشرة:"ومن لم يطع كلامه الذي يتكلم فيه باسمي، فأنا أكون المنتقم من ذلك".
1 / 36