مع الاثنى عشرية في الأصول والفروع
الناشر
دار الفضيلة بالرياض،دار الثقافة بقطر
رقم الإصدار
السابعة
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
مكان النشر
مكتبة دار القرآن بمصر
تصانيف
لأمهات المؤمنين. ولكن سواء أشملتهن الآية أم لم تشملهن، فإن تخصيص المراد بالخمسة لا يكون إلا إذا بين الرسول ﷺ ذلك. فلننظر إذن في الروايات.
قال الطبري: حدثني محمد بن المثنى، قال ثنا بكر بن يحيى بن زياد العنزى، قال ثنا مندل عن الأعمش عن عطية، عن أبى سعيد الخدري قال:
قال رسول الله ﷺ: " نزلت هذه الآية في خمسة: في وفى على ﵁ وحسن ﵁ وحسين ﵁، وفاطمة ﵂ " (١) .
وذكر الطبري بعد ذلك كثيرًا من الروايات التي تبين أن الآية الكريمة تعنى هؤلاء المذكورين أو بعضهم، ثم ذكر أخيرًا ما روى عن عكرمة من أنها نزلت في نساء النبي ﷺ خاصة (٢) .
والروايتان الأولى والأخيرة فيهما نظر، فأما الأولى ففي سندها عطية عن أبى سعيد الخدري، وعطية هذا كان يأتي الكلبى فيأخذ عنه التفسير وكان يكنيه بأبى سعيد فيقول: قال أبو سعيد ليوهم أنه الخدري. وقد ضعفه أحمد والنسائى وغيرهما (٣) .
أما الرواية الأخيرة فذكرت أيضًا عن عكرمة عن ابن عباس، وقال عكرمة: من شاء باهلته أنها نزلت في شأن نساء النبي ﷺ (٤) . فإن كان المراد أنهن كن سبب النزول دون غيرهن فهذا يتفق مع ما ذهب إليه كثير من المفسرين.
(١) تفسير الطبري ط الحلبي ٢٢/٦. (٢) انظر نفس المرجع ٢٢/٦ -٨. (٣) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب وميزان الاعتدال، وسيأتي الحديث عنه مفصلًا في روايات الغدير في بحث قادم إن شاء الله. (٤) انظر تفسير ابن كثير ٣/٤٨٣.
1 / 69