مع الامام أبي إسحاق الشاطبي في مباحث من علوم القرآن الكريم وتفسيره
الناشر
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة ٣٤ العدد ١١٥
تصانيف
وَهَذَا الشَّاهِد لَا شَاهد فِيهِ؛ لعطفه على "بشيرًا" و"نذيرًا " فالواو عاطفة، وَإِنَّمَا الشَّاهِد فِي قِرَاءَة ابْن ذكْوَان: "وَلَا تتبعَانِ"١بتَخْفِيف النُّون٢، فالنون فِيهِ نون الرّفْع، وَهُوَ خبر لَا نهي، وَالْجُمْلَة فِي مَوضِع الْحَال، أَي: فاستقيما غير متبعين ... "٣.
(٣) وَقَالَ - فِي قَوْله تَعَالَى: ﴿فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ ٤ -: "على قِرَاءَة من قَرَأَ بذلك٥ أَي: اقتدِ اقْتِدَاء ... فتضمر الْمصدر ثمَّ تبنيه لما لم يُسمَّ فَاعله،
مضمرًا فِيهِ اسْم الْمَفْعُول كَمَا أضمرته فِي بِنَاء الْفَاعِل٦".
(٤) وَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: ﴿وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا﴾ ٧ -: "فنصب "السَّمَاء" بِاعْتِبَار "يسجدان" وَلَو اعْتبر أوَّل الْجُمْلَة لجاء: (والسماءُ رَفعهَا)
وَفِي الْقُرْآن أَيْضا: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ﴾ ٨قَرَأَ الحرميان٩وَأَبُو عَمْرو بِالرَّفْع فِي
١ - سُورَة يُونُس، الْآيَة: ٨٩. ٢ - هِيَ قِرَاءَة ابْن ذكْوَان عَن ابْن عَامر الشَّامي. انْظُر إتحاف فضلاء الْبشر، ص (٢٥٣) . ٣ - انْظُر الْمَقَاصِد الشافية (٢/١٠٣) . ٤ - سُورَة الْأَنْعَام، الْآيَة: ٩٠. ٥ - وَهِي قِرَاءَة ابْن عَامر. انْظُر علل الْقرَاءَات (١/١٩٠)، والمبسوط فِي الْقرَاءَات الْعشْر، ص (١٩٨) . ونسبها أَبُو حَيَّان أَيْضا إِلَى أحد رُوَاة ابْن عَامر وَهُوَ ابْن ذكْوَان. انْظُر الْبَحْر (٤/١٧٦) . ٦ - انْظُر الْمَقَاصِد الشافية فِي شرح الْخُلَاصَة الكافية (١/٣٤) . ٧ - سُورَة الرَّحْمَن، الْآيَة: ٦، ٧. ٨ - سُورَة يس، الْآيَة: ٣٨، ٣٩. ٩ - هما ابْن كثير الْمَكِّيّ، وَنَافِع الْمدنِي.
1 / 109