مع الامام أبي إسحاق الشاطبي في مباحث من علوم القرآن الكريم وتفسيره

شايع الأسمري ت. غير معلوم
94

مع الامام أبي إسحاق الشاطبي في مباحث من علوم القرآن الكريم وتفسيره

الناشر

الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة

رقم الإصدار

السنة ٣٤ العدد ١١٥

تصانيف

"نَفسه"من قَوْله تَعَالَى: ﴿إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ﴾ ١:"نَفسه" توكيدًا لـ"من" و"مَنْ" مَنْصُوبَة على الِاسْتِثْنَاء وَاسْتَحْسنهُ؛ لِأَن النَّاس اخْتلفُوا فِيهِ اخْتِلَافا كثيرا. فَقلت لَهُ: إِن الْمَعْنى على الرّفْع والتفريغ. فَقَالَ لي: أتسلم أَن فِي "يرغب" ضميرًا هُوَ فَاعله؟. فَقلت: نعم، لَوْلَا أَن الْمَعْنى: مَا يرغب عَن مِلَّة الْإِسْلَام إِلَّا من سفه نَفسه. فَوقف الْكَلَام هَا هُنَا، ثمَّ دلَّنِي الْأُسْتَاذ الْكَبِير أَبُو سعيد بن لب على مَا يُؤَيّد مَا ذكرته، وَهُوَ قَوْله تَعَالَى: ﴿وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ﴾ ٢وَجهه الزَّمَخْشَرِيّ على التفريغ من جِهَة الْمَعْنى، أَي: مَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا الله ... ٣"٤. (٢) وَقَالَ رَحمَه الله تَعَالَى: "حكى لنا الْأُسْتَاذ الشهير أَبُو سعيد بن لب - أبقاه الله - أَن الْفَارِسِي قَالَ: وجدت فِي الْقُرْآن من وضع الْجُمْلَة الاسمية مَوضِع الفعلية قَوْله تَعَالَى: ﴿أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى﴾ ٥، فَقَوله: ﴿فَهُوَ يَرَى﴾ جملَة اسميّة فِي مَوضِع فعلية. وَقَالَ ابْن جني: وجدت أَنا موضعا آخر، قَوْله تَعَالَى: ﴿أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ﴾ ٦. وَقَالَ أَبُو الْحسن الْأَبْهَرِيّ: وجدت أَنا موضعا آخر:

١ - سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: ١٣٠. ٢ - سُورَة آل عمرَان، الْآيَة: ١٣٥. ٣ - نَص كَلَام الزَّمَخْشَرِيّ فِي النُّسْخَة الَّتِي بَين يَدي هَكَذَا "وَالْمعْنَى أَنه وَحده مَعَه مصححات الْمَغْفِرَة" الْكَشَّاف (١/٤٦٤) . ٤ - انْظُر الإفادات والإنشادات، ص (١٠٨، ١٠٩) . ٥ - سُورَة النَّجْم، الْآيَة: ٣٥. ٦ - سُورَة الطّور، الْآيَة: ٤١، وَسورَة الْقَلَم، الْآيَة ٤٧.

1 / 104