106

مع الامام أبي إسحاق الشاطبي في مباحث من علوم القرآن الكريم وتفسيره

الناشر

الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة

رقم الإصدار

السنة ٣٤ العدد ١١٥

تصانيف

الْإِبَاحَة تقريرًا زَائِدا١على مَا تقرر بقوله: ﴿وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالًا طَيِّبًا﴾ ٢ثمَّ أَمرهم بالتقوى؛ وَذَلِكَ مشْعر بِأَن تَحْرِيم مَا أحل الله خَارج عَن دَرَجَة التَّقْوَى. فخرَّج إِسْمَاعِيل القَاضِي من حَدِيث أبي قلَابَة، قَالَ: أَرَادَ نَاس من أَصْحَاب رَسُول الله ﷺ أَن يرفضوا الدُّنْيَا، وَتركُوا النِّسَاء، وترهبوا، فَقَامَ رَسُول الله ﷺ فغلظ عَلَيْهِم الْمقَالة، فَقَالَ: "إِنَّمَا هلك من كَانَ قبلكُمْ بِالتَّشْدِيدِ، شَدَّدُوا على أنفسهم فَشدد الله عَلَيْهِم، فَأُولَئِك بقاياهم فِي الديار والصوامع، اعبدوا الله وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا، وحجوا واعتمروا، واستقيموا يستقم بكم"٣قَالَ: وَنزلت فيهم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ ٤ ... "٥.

١ - فِي النُّسْخَة الَّتِي نقلتُ مِنْهَا النَّص "زَائِدَة". ٢ - سُورَة الْمَائِدَة، الْآيَة: ٨٨. ٣ - هَذِه الرِّوَايَة أخرجهَا عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِير الْقُرْآن (١/١٩٢)، وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق أخرجهَا الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره (١٠/٥١٥) . وَأَبُو قلَابَة لم يدْرك الْقِصَّة، فَالْحَدِيث مُرْسل. لَكِن أصل الحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ، من رِوَايَة أنس. ٤ - سورةن الْمَائِدَة، الْآيَة: ٨٧. ٥ - الِاعْتِصَام (١/٤١٧، ٤١٨) .

1 / 116