أخرجتنا ونفسك من الجنة. فقال له آدم: أنت الذي اصطفاك الله بكلامه، وكتب لك التوراة بيده، فلم تلومني على أمر قدره الله علي قبل أن أخلق؟ . قال: فحج آدم موسى ". هكذا في الصحيحين وغيرهما.
ووجه الحديث: أن موسى عليه السلام، إنما لام أباه آدم عليه السلام لأكله الشجرة التي كانت سببا لإخراجه، وذريته من الجنة، ولم يلمه على كونه أذنب ذنبا وتاب منه، فإن موسى يعلم أن التائب من الذنب لا يلام. وقد ثبت في الصحيح في الحديث القدسي أنه [صلى الله عليه وسلم] وآله وسلم قال:
(يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله سبحانه، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ".
الصحابة رضي الله عنهم ومركزهم من الولاية:
ولنرجع إلى شرح الحديث الذي نحن بصدد شرحه فنقول: اعلم أن الصحابة لا سيما أكابرهم الجامعين بين الجهاد بين يدي رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وآله وسلم، والعلم بما جاء به، وأسعدهم الله سبحانه من مشاهدة النبوة وصحبة
صفحة ٢٧٦