من سلطان كثر أعداؤه حسدا له على تلك المنزلة الدنيوية.
ومن كان رأسا في العلم عاداه غالب المقصرين، لا سيما إذا خالف ما يعتقدونه حقا، وجمهور العامة تبعا لهم، لأنهم ينظرون إلى كثرتهم، والقيام بما يحتاجون إليه من الفتاوى والقضاء، مع تلبيسهم عليهم بعيوب مفتراة لذلك العالم الذي وصل إلى ما لا يعرفونه، وبلغ إلى ما يقصرون عنه، أقل الأحوال أن يلقوا إليهم بأنه يخالف ما هم عليه هم وآباؤهم وما مضى عليه سلفهم.
وهذه وإن كان شكاة ظاهر عن ذلك العالم عارها لكنها تقع من قبول العامة لها في أعلى محل، وتثير من شرهم مالا يقادر قدره. وهذا كائن في غالب الأزمان من غالب نوع الإنسان.
قال ابن هبيرة في الإيضاح: " قوله: " عادى لي وليا "، أي اتخذه عدوا. ولا أرى المعنى إلا أنه عاداه من أجل ولايته وهو إن تضمن التحذير من إيذاء قلوب أولياء الله تعالى، فليس على إطلاقه، بل يستثنى منه ما إذا كانت الحال تقتضي نزاعا بين وليين في مخاصمة أو محاكمة، وترجع إلى استخراج حق، أو كشف غامض. فإنه جرى بين أبي بكر وعمر مشاجرة وبين العباس وعلي إلى غير ذلك من الوقائع ".
وتعقبه الفاكهاني. " بان معاداة الولي لا تفهم إلا إذا
صفحة ٢٦٠