ما قاله الثقلان في أولياء الرحمن
الناشر
مبرة الآل والأصحاب
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
رَحِيمٌ (٥)﴾ [التوبة: ٥]، وعن أبان بن تغلب قال: قال لي أبو عبد الله ﵇: (دمان في الإسلام حلال من الله، لا يقضي فيهما أحد حتى يبعث الله قائمنا أهل البيت، فإذا بعث الله ﷿ قائمنا أهل البيت حكم فيهما بحكم الله، لا يريد عليهما بينة: الزاني المحصن يرجمه، ومانع الزكاة يضرب عنقه) (^١).
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس، عن ابن مسكان يرفعه، عن رجل، عن أبي جعفر ﵇ قال: (بينا رسول الله ﵌ في المسجد إذ قال: قم يا فلان! قم يا فلان! قم يا فلان! حتى أخرج خمسة نفر فقال: اخرجوا من مسجدنا لا تصلوا فيه وأنتم لا تزكون) (^٢).
ثانيًا: من المعلوم وفق الروايات التاريخية - التي رواها كبار العلماء - أنه قد ارتد الكثير من الأعراب عن الإسلام بعد موت النبي ﵌، وترك بعضهم الزكاة وغيرها.
وقد ذكر الطوسي في الأمالي عن إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم، قال: ارتد الأشعث بن قيس وأناس من العرب لما مات النبي ﵌، فقالوا: نصلي ولا نؤدي الزكاة، فأبى عليهم... أبو بكر ذلك، وقال: لا أحُلّ عقدة عقدها رسول الله ﵌، ولا أنقصكم شيئًا مما أخذ منكم نبي الله ﵌ ولأجاهدنكم، ولو منعتموني عقالا مما أخذ منكم نبي لجاهدتكم عليه، ثم قرأ
﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾ [آل عمران: ١٤٤] (^٣).
ولتدارك هذا الموقف أرسل أبو بكر الصديق ﵁ جيوش المسلمين بقيادة خالد بن
(^١) الكافي: (٣/ ٥٠٣)، من لا يحضره الفقيه: (٢/ ١٢)، وسائل الشيعة: (٩/ ٣٣)، مستدرك الوسائل: (٧/ ٢٥)، بحار الأنوار: (٥٢/ ٣٢٥).
(^٢) الكافي: (٣/ ٥٠٣)، من لا يحضره الفقيه: (٢/ ١٢)، وسائل الشيعة: (٩/ ٢٤)، تهذيب الأحكام: (٤/ ١١١).
(^٣) الأمالي للطوسي: (ص: ٢٦٢)، بحار الأنوار: (٢٨/ ١١).
1 / 144