112

ما قاله الثقلان في أولياء الرحمن

الناشر

مبرة الآل والأصحاب

رقم الإصدار

الرابعة

سنة النشر

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

السؤال السادس: «موقف أبي بكر من ميراث فدك»:
لو قال لنا قائل: ماذا ستقول أيها المسلم في موقف أبي بكر الصديق ﵁ حين لم يعط فاطمة حقها من ميراثها في أرض فدك وغيرها، بعد وفاة أبيها ﵌، وماتت وهي لا تكلمه؟ مع أن الله ﵎ قرر الميراث في كتابه العزيز فقال: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ [النساء: ١١]، وقرره كذلك بين الأنبياء، فقال عن زكريا ﵇: ﴿وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (٥) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا﴾ [مريم: ٥ - ٦]، وقال تعالى عن سليمان ﵇: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾ [النمل: ١٦].
وبسبب هذا التصرف تجاه سيدة نساء العالمين ﵇، فإنه يكون قد أغضب... النبي ﵌ لقوله في حقها: (إن فاطمة بضعة مني، من أغضبها أغضبني).
الجواب:
أولًا: ينبغي أن لا ننسى أن لفاطمة وزوجها ﵈ مكانة عظيمة عند أبي بكر الصديق ﵁ وغيره من الصحابة ﵃.
ومن دلالة تلك المكانة أن أبا بكر ﵁ هو الذي أشار على أمير المؤمنين علي ﵇ بالزواج من الزهراء (^١)، وأمره النبي ﵌ بالإشراف على تجهيزها للزواج (^٢) وشاركته زوجته أسماء بنت عميس أيضًا في هذا التجهيز لفاطمة في يوم زفافها (^٣) ولما ماتت فاطمة الزهراء

(^١) بحار الأنوار: (٤٣/ ٩٣) (١٩/ ١١٢).
(^٢) بحار الأنوار: (٤٣/ ٩٤)، الأمالي للطوسي: (ص: ٤٠).
(^٣) بحار الأنوار: (٤٣/ ١٣٨).

1 / 125