107

ما قاله الثقلان في أولياء الرحمن

الناشر

مبرة الآل والأصحاب

رقم الإصدار

الرابعة

سنة النشر

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

أنها لم تتضمن أي شبهة في اتهام الصحابة بعضهم لبعض بالنفاق أو الكفر، فهل من تأخر عنهم يكون أعلم وأبصر من أولئك الجمع كلهم الذين عاشوا بعد النبي ﵌؟!
رابعًا: لو حصرنا النقاط التي يمكن أن يكون فيها مطعن في عدالة الصحابة ﵃ من هذه الحادثة، لأمكن حصرها في النقاط التالية:
أ) رفض الصحابة الإذعان لأمر النبي ﵌.
ب) اختلافهم عند النبي ﵌ وارتفاع أصواتهم الدالة على عدم التوقير.
ج) سوء كلام بعض الصحابة على مقام النبي ﵌ ووصفه بالهجر.
د) رفض عمر بن الخطاب الانصياع لطلب النبي ﵌.
ويمكن بيان الرد موجزًا على هذه الشبه بالآتي من القول:
(رد أمر النبي ﵌) الصحابة ﵃ لم يخالفوا طلب النبي ﵌، ولكنهم كانوا يظنون أن المرض لربما غلب على النبي ﵌ مثل حال بقية الناس؛ لأنهم لم يرو النبي ﵌ على هذه الحالة من قبل، وكانوا يعلمون أن كتاب الله بين أيديهم، والدين قد تم بيانه وكمل تشريعه، فلذا كانوا مترددين لعدم علمهم بالمقصود من قول النبي ﵌.
(اختلافهم وارتفاع أصواتهم) ليس هناك من دليل صريح يدل على ارتفاع أصواتهم على صوت النبي ﵌، ولو صدر هذا منهم لنزل الوحي بالتوبيخ واللوم من الله، وبخاصة وأن سورة الحجرات قد تم فيها تفصيل الأدب من حيث كيفية الكلام مع النبي ﵌.
والصحابة لم يرفعوا أصواتهم فوق صوت النبي ﵌ بل رفعوا أصواتهم على بعضهم بسبب اختلافهم في الاستفسار وفي المقصود من طلب النبي ﵌ الكتابة لهم، فلما طال نقاشهم فيما بينهم نهرهم النبي ﵌ عن هذا الخلاف فقط، ولو كان هناك أمر يتجاوز هذا الحد لنزل بهم أمر من الله سبحانه يجتث الخطأ من أساسه.

1 / 120