ظاهرة ضعف الإيمان
الناشر
مطبعة سفير
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٣ هـ
مكان النشر
الرياض
تصانيف
١٦ - ومن مظاهر ضعف الإيمان: انفصام عرى الأخوة بين المتآخيين، يقول ﵊: (ما تواد اثنان في الله ﷿ أو في الإسلام فيفرق بينهما أول ذنب ﴿وفي رواية: ففرق بينهما إلا بذنب﴾ يحدثه أحدهما) (١)
فهذا دليل على شؤم المعصية قد يطال الروابط الأخوية ويفصمها، فهذه الوحشة التي يجدها الإنسان بينه وبين إخوانه أحيانًا هي نتيجة لتدني الإيمان بسبب ارتكاب المعاصي لأن الله يسقط العاصي من قلوب عباده، فيعيش بينهم أسوأ عيش ساقط القدر زري الحال لا حرمة له، وكذلك يفوته رفقة المؤمنين ودفاع الله عنهم فإن الله يدافع عن الذين آمنوا.
١٧ - ومنها: عدم استشعار المسئولية في العمل لهذا لدين، فلا يسعى لنشره ولا يسعى لخدمته على النقيض من أصحاب النبي ﷺ الذين لما دخلوا في الدين شعروا بالمسئولية على الفور، وهذا الطفيل بن عمرو ﵁ كم كان بين إسلامه وذهابه لدعوة قومه إلى الله ﷿؟! لقد نفر على الفور لدعوة قومه، وبمجرد دخوله في الدين أحس أن عليه أن يرجع إلى قومه فرجع داعية إلى الله ﷾، والكثيرون اليوم يمكثون فترات طويلة ما بين التزامهم بالدين حتى
_________
(١) البخاري في الأدب المفرد رقم ٤٠١ وأحمد في المسند ٢/ ٦٨ وهو في السلسلة الصحيحة ٦٣٧.
1 / 20