قال للقائد: «أوه، أهذا أنت حقا؟ لماذا عدت؟ ألديك أي أخبار؟»
وجه إليه القائد التحية العسكرية، وأجاب قائلا: «لقد أسرنا أسيرين يا سيدي. كانا يخيمان في خيمة بالغابة. ويقول أحدهما إنه مواطن أمريكي، وإنه يعرفك؛ لذا أحضرتهما إلى هنا.»
قال الجنرال بابتسامة باهتة: «ليتك أحضرت الخيمة أيضا. كانت ستصبح أفضل من النوم في العراء. هل هذان هما الأسيران؟ لا أعرف أيا منهما.»
فقال ييتس: «الكابتن مخطئ في قوله إنني ادعيت أني أعرفك شخصيا أيها الجنرال. كل ما قلته أنك ستكون أسرع منه بعض الشيء في إدراك هويتي وأفضلية معاملتي بقدر معقول من الاحترام. فلتطلع الجنرال على البرقية التي أخذتها من جيب معطفي أيها الكابتن.»
أخرجت الورقة وقرأها أونيل مرة أو اثنتين. «أنت تعمل في صحيفة «أرجوس» بنيويورك إذن؟» «بكل تأكيد أيها الجنرال.» «آمل ألا تكون قد تعرضت لمعاملة قاسية.» «أوه، لا، كل ما فعلوه أنهم قيدوني بعقدة جامدة محكمة، وهددوني بالقتل رميا بالرصاص، هذا كل شيء.» «أوه، يؤسفني سماع ذلك. ولكن يجب أن تلتمس لهم بعض العذر في وقت كهذا. تعاليا معي وسأكتب لكما تصريحا سيمنع وقوع أي خطأ مشابه في المستقبل.» وتقدمهما الجنرال إلى جوار نيران تخييم داخنة بلا لهب، حيث أخرج أدوات الكتابة من حقيبة سفر، وبدأ يكتب على الورقة مستخدما الحقيبة كمكتب. وبعدما كتب «مقر الجيش الأعظم للجمهورية الأيرلندية»، رفع ناظريه نحو ييتس وسأله عن اسمه الأول. وبعدما أجاب، سأله عن اسم صديقه.
تدخل رينمارك قائلا: «لا أريد شيئا منك. لا تضع اسمي على الورقة.»
قال ييتس: «أوه، لا بأس. لا تكترث به أيها الجنرال. إنه رجل مثقف لا يعرف متى يتكلم ومتى يصمت. حين ستسير إلى خيمتنا، سترى جرة فارغة ستشرح كل شيء. إن رينمارك ثمل بكل صراحة، ويتخيل نفسه رعية بريطانيا.»
رفع الجنرال الفينياني ناظريه نحو البروفيسور.
سأله: «هل أنت كندي؟» «نعم، بكل تأكيد.» «حسنا، في هذه الحالة، إذا سمحت لك بمغادرة المعسكر، فيجب أن تعدني بأنك، إذا التقيت أحدا من قوات العدو، لن تعطيه أي معلومات عن موقعنا أو أعدادنا أو أي شيء آخر ربما تكون قد رأيته أثناء وجودك معنا.» «لن أعدك. بالعكس، إذا التقيت القوات الكندية، فسأخبرهم بمكانكم وبأن عددكم يتراوح بين ثمانمائة وألف جندي، وأنكم أبشع المشردين الذين رأيتهم خارج السجن مظهرا.»
عبس الجنرال أونيل، وظل ينقل ناظريه بينهما. «هل تدرك أنك بذلك تعترف بأنك جاسوس، وأن ذلك يحتم علي القضاء عليك وإعدامك رميا بالرصاص؟» «نعم ، لو كانت هذه حربا حقيقية. لكن هذه ليست سوى حماقة بلهاء. وكل من لن يهرب منكم إما سيسجن أو سيقتل بالرصاص قبل أربع وعشرين ساعة.» «حسنا، أقسم بكل الآلهة أن هذا لن ينفعك إطلاقا. سأرديك قتيلا بالرصاص في غضون عشر دقائق وليس أربع وعشرين ساعة.»
صفحة غير معروفة