وهذه الأحاديث وغيرها في الصحاح؛ وقد تلقاها السلف والأئمة بالقبول؛ واتفق عليها أهل السنة والجماعة؛ وإنما يكذب بها أو يحرفها " الجهمية " ومن تبعهم من المعتزلة والرافضة ونحوهم: الذين يكذبون بصفات الله تعالى وبرؤيته وغير ذلك وهم المعطلة شرار الخلق والخليقة.
ودين الله وسط بين تكذيب هؤلاء بما أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم في الآخرة؛ وبين تصديق الغالية؛ بأنه يرى بالعيون في الدنيا وكلاهما باطل.
[موقف الغلاة في الرؤية]
وهؤلاء الذين يزعم أحدهم أنه يراه بعيني رأسه في الدنيا هم ضلال كما تقدم فإن ضموا إلى ذلك أنهم يرونه في بعض الأشخاص: إما بعض الصالحين أو بعض المردان أو بعض الملوك أو غيرهم عظم ضلالهم وكفرهم وكانوا حينئذ أضل من النصارى الذين يزعمون أنهم رأوه في صورة عيسى ابن مريم.
صفحة ٧٩