كلُّ عالٍ ومجيد مَجْدُهُ ... وعلاه مَع ما خُوِّلْتَ فُوفْ
ما على من جاَءكم مستعطفًا ... عالما أنك للجاني العَطوفْ
قائلا يا سيدي خذ بيدي ... طال قرعى وعنائي والوقُوفْ
وإلى الرحمن أشكو قائلًا ... يا قريبٌ يا مجيبٌ يا لطيفْ
سَيئاتٍ شفَّ جسمي ذكرُها ... وبراه مثل تعْريق الصَّليفْ
وعلى هادى العبادِ المصطفى ... وإمام الحق والدين الحنيفْ
صلوات ما شدت قمرية ... وتغّنتْ فوق مياد قَصيفْ
وعلى المختارِ مصباح الهدى ... من شآبيب رِضي اللهِ وكِيفْ
وعلى أستاذنا وارثه ... وسقاه اللهُ من نَؤْءِ الخريفْ
محمد بن سيدي محمد
المتقدم، برع في عنفوانه في العلوم، وصرف همته إلى نظم الشعر، وبلغ صيته في قطره مبلغا لم يبلغه أحد ممن عاصره، فإذا قيل: ابن محمد، خضعت له رقاب الأدباء وفطاحل البلغاء، وأنا أسوق عنه بعض ما يبرهن عما ذكرت، وغطت شهرة شعره على علومه، مع أن له اليد الطولى في العربية والفقه، وكان ينظم القصيدة، فيقدمها إلى العلامة باب بن أحمد بيب العلوي، فينشده إياها فيأمره
بسترها، فيمتثل أمره ثم يعود إليه بغيرها، حتى قال قصيدته التي رثى بها محمد الدنبج التندغى وهي:
لا عذر للقلب أن يقنى السلوّ ولا ... للعين أن تبق في آماقها بللا
فأنشده إياها فاستحسنها، وجعل يزحف عن مجلسه استحسانا لها، وهي في غاية الانسجام. ومنها بعد المطلع:
انَّ النعيّ بقيه الترب فاه بما ... أسهى وأسهر من تبريحه المقُلاَ
رمى القلوب بما لو كان صادفه ... رَضوى ولبنان دهدى منهما القُلَلا
1 / 47