باللهِ عَفّرْ لوجهِ اللهِ وجهك لي ... جِنحَ الدياجي لحاجي يا بن متَّالي
وقال أيضا، يهجو إدابلحسن:
قِراكُم الضيفَ وهنًا يا بني الحسَنِ ... بالمذقِ في الخصبِ فعلٌ ليس بالحسَن
وليستِ السُّنةُ الغرَّاءُ تأمرُكمْ ... بجعل ماء الأضا للضيف في اللبن
ومما ينسب إليه:
كان يصبو إلى الحسان الكعاب ... كل آبٍ عن الخنا وابن آب
شامخُ الأنف ضامرُ الكشح قَرمٌ ... وعليهِ الوقارُ صَعْبُ الجنابِ
فغدَتْ لِلزعانِفِ اليوْمَ نَهْبًا ... فرأيتُ الصوابَ ترك التصابِ
إنّ ظبيًا عزَّ الأسودَ اصْطِيادًا ... لم تصده مجلَّحات الذئابِ
وكان ﵀ حيا في صدر القرن الثالث عشر.
الشيخ ماء العينين
هذا علم اشتهر به، واسمه مصطفى بن الشيخ محمد فاضل بن مأمين. هو العلامة الوحيد، له معرفة بعلوم الشرائع من الحديث، والتفسير والفقه، وغير ذلك.
وما جاء بعد الشيخ سيدي مثله، في إقبال الناس عليه وإنفاقه. حج في أيام السلطان مولاي عبد الرحمن ﵀ وتردد على السلطان مولاي سيدي محمد. وكان حظه في أيام السلطان مولاي الحسن، أحسن منه في أيام أبيه وجده، وهو في أيام مولاي عبد العزيز، أحسن من أيام مولاي الحسن، وصارت له مراكش أملاك طائلة، من زوايا، ودور، وبساتين، ومزارع، وكان هذا الشيخ فاضلا كريما، لا يوجد أحسن منه أخلاقا، وقد اجتمعت به حين خروجي من مدينة شنقيط إلى مراكش، في توجهي إلى الحجاز. ورأيت منه ما حيرني، لأني أقدّر من معه في وادي اسمار من الساقية الحمراء، بعشرة آلاف