309

الوسيط في تراجم أدباء شنقيط والكلام على تلك البلاد تحديدا وتخطيطا وعاداتهم وأخلاقهم وما يتعلق بذلك

الناشر

الشركة الدولية للطباعة

رقم الإصدار

الخامسة

سنة النشر

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م

مكان النشر

مصر

بل لا يتأتى أن يطلب عدوًا أنكى فيهم من مسافة بعيدة، ويكون على هذا من ترك الحزم.
وقال في الحرب التي وقعت بينهم وبين العلويين، إثر هزيمة كانت لأعدائهم. وتقدم بعض التي نقضت بها، لما انهزم قومه، وقتل هو:
جادت بطيفٍ سرى لي أمُّ عمَّارِ ... للهِ لله لقيَا طيفها الساري
أهلا به من مسلم صوبنا قذفت ... بيدًا لبيد وَأصحارًا لأصحارِ
لا وصْلَ من أمّ عمَّارٍ أُ أمّلُهُ ... ما لم تَزُرْ في منامي أمّ عمَّارِ
لو كنتُ زير نساء كنتُ زائرها ... بل زيرُ حرْب أخوها غيرُ زوَّارِ
إنا بنو الحرب لا نشكو أظافرها ... لو جرَّحتنا بأنياب وأظفار
خضنا لِواها وجنبنا بني حسن ... حمل المغارم من حمل وأوزار
والخيل فيها على الأبناء نؤثرها ... صونًا فيا لك من صون وإيثار
والوفد نقريه في اللاوى ونكرمُهُ ... طول الثوى إذ يجل المكرم القاري
ما أبعد العار منا في الحروب وما ... أدنى سيادة محمود من العار
لمَّا رأوا عابد الرحمن منقبضًا ... تحت العجاجة مثل الضيغم الضار
ولوّا فرادى ومثنى مدبرين ولم ... يثنوا من الرعب وجهًا بعد إدبار
وقال أيضا في تلك الحرب:
تداعتْ حُداةُ الركبِ من كل جانْبِ ... فَودّعْ سُليمى قبلَ سَيرِ الركائبِ
فإنْ ضَعُفَتْ أسبابُ ذلك بينَها ... وبينَكَ إلاّ سَرْق وَمْإِ الحَواجبِ
وكيف وداعُ الحب آخرَ كلما ... دنا منهُ صَدَّتْهُ مخافةُ راقب
سلامٌ عليها أين غابتْ بها النَّوى ... عن العينِ منْ حِبّ عن العين ذاهب
ففاضتْ دموع العينِ حتى تناثرت ... تناثرَ نظْمِ اللؤلؤ المتراكبِ
فقلتً لصَحْبٍ أكثر والعيب في البكا ... وليس بكاء الوجدِ بعض المعائب

1 / 309