ومن جيد نظمه:
لقد عادني ما خلته غير عائدي ... بساسية الأنساب في حيي عائدِ
ضنَى من هواها واصلي وهي لم تصل ... ولابد للموصول من عود عائد
وقال أيضا في حرب أهل شنقيط وأهل وادان:
إذا الدهر بالمكروه سامك فاصبرا ... ولا تجزعن منه أقلَّ أو أكثرا
فما دام شجو لامرئٍ أو مسرَّة ... أرى الدهر من هذا وهذاك أكثرا
لقد كنت أحجو الهجر أكبر فاجع ... فألفيته من أصغر البين أصغرا
أرى البين عن ساقيه أضحى مشمرا ... وشجوك لما شمر البين شمرا
وليس يرد الحزن مَنْ شط ولْيُها ... فأقصر عن الأحزان أن كنت مقصرا
تغيرت أحوالا كما أن رسمها ... وحق له من بعدها قد تغيرا
غدًا رائح الأرواح والمغتدى به ... إذًا بدلا منه أصمَّ أو أعورا
ومنها:
تقول وقد أضمرت ما بي أن رتضى ... هوى لم يزل في مضمر القلب مضمرًا
فقلت لها أضحى وأصبح أمرهُ ... من الشمس أو من فتح وادان أظهرا
أقرّ بذاك الفتح من كان منكرًا ... له وغدا من كان يخفيه مظهرا
وأدلج إدلاجًا به كل راكب ... على رغم أنف الحاسدين وهجّرا
فصير في الآفاق أمر وقائع ... تطيل إذا فكرت فيها التفكرا
دعا عاجل الآجال للحين معشرا ... بوادان لن يدعى مدى الدهر معشرا
فشنجيط ظنوا هدمه متبسرا ... فألفوه من إحياء كبَّادِ أعسرا
كأنهم لم يعرفوا بأس أهله ... ولو سألوا بان أمُّ والمسك أخبرا
1 / 27