من علمه أي: من معلومه، والمفعول يسمى بالمصدر.
وقوله: ﴿إِلا بِمَا شَاءَ﴾ [البقرة: ٢٥٥] إلا بما أنبأ به الأنبياء، ليكون دليلا على ثبوت نبوتهم، قال ابن عباس: يريد: ما أطلعتهم على علمه.
وقوله: ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ﴾ [البقرة: ٢٥٥] يقال: وسع فلان الشيء يسعه سعة، إذا احتمله وأطاقه وأمكنه القيام به.
ويقال: لا يسعك هذا.
أي: لا تطيقه ولا تحتمله.
وأما الكرسي فقال ابن عباس في رواية عطاء والسدي: إنه الكرسي بعينه وهو لؤلؤ، وما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس.
والمعنى: إن كرسيه مشتمل بعظمه على السموات والأرض.
قال أبو إسحاق الزجاج: وهذا القول بين، لأن الذي نعرفه من الكرسي في اللغة هو الشيء الذي يعتمد عليه ويجلس عليه، وهذا يدل على أن الكرسي عظيم، عليه السموات والأرضون.
وقال بعضهم: كرسيه: سلطانه وملكه، ويكنى عن الملك بالكرسي.
وروى سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: وسع علمه السموات والأرض.
وقال أبو إسحاق الزجاج: الله أعلم بحقيقة الكرسي، إلا أن جملته أنه أمر عظيم من أمره.
وقوله: ﴿وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا﴾ [البقرة: ٢٥٥] أي: لا يثقله ولا يجهده، يقال: آده يئوده أودا، إذا أثقله.
وقوله: ﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ [البقرة: ٢٥٥] يقال: علا يعلو علوا فهو عالٍ وعليٌّ.
مثل: عالم وعليم، وسامع وسميع، فالله تعالى علي بالاقتدار ونفوذ السلطان، وعلي عن الأشباه والأمثال، يقال: علا فلان عن هذا، إذا كان أرفع محلا عن