دعاء مبارك مشتق من الأسماء الحسنى مجرب الإجابة
يا من عرف بالأدلة الدالة من فطرة الأرض والسماء، وبالصفات الإلهية والأسماء، وبكتبه المنزلة ببديع الحكمة والوحدانية العظمى، وقفت العقول بباب عظمتك لتحيط بك علما، فرجعت والهة مضمحلة فيما أحرقتها أشعة شهب الجلال، فتلاشت وعنت وحملت ظلما، فسبحان من عرفني بصفاته وصفائه أسماءه الحسنى، فله الحمد على معرفته، فهي أجل الآلاء والنعماء، لولا بسط اللسان لك بذكره لكل وخرس عن الدعاء، ونطقت لسان الحال: ربنا ما خلقت هذا باطلا، قلت-ولك المثل الأعلى: الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى^(1) وقلت- ولك العظمة والكبرياء: قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى^(2) وقلت- ولك الحمد والثناء: ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها^(3) وقلت- ولك الآخرة والأولى: هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى^(4) جعلتها عمود كتابك الكريم، وأي آية خالية عن الأسماء توجهنا بوجهي إليك، وناديتك بها فنطق لساني وقلبي ولحمي ودمي بعظمتك ووحدانيتك والكبرياء، وإمتزج عقلي ولبي بتوحيدك وعدلك وجلالك الأعلى.
أسألك يا من هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة أن تصلي وتبارك وتترحم وتتحنن وتسلم على رحمتك المهداة، ومنتك المهناة، والدليل إليك، ومفتاح الخير بيديك، وأعظم الأنبياء قدرا عليك، محمد سيدنا وشفيعنا إليك، وعلى آله وصحبه وعلى كل من عظم لدنك من الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين والأولياء والصالحين.
يا الله ألهيتني بجلالك، وأولهتني بكبريائك، وامتلأ قلبي من معرفتك وأسمائك.
يا رحمن ارحم تعلقي إليك، وتملقي عليك.
صفحة ٤٨