292

أرزيلا

ارزيلا (325) ويسميها الأفارقة آزيللا، كانت مدينة كبيرة بناها الرومان على ساحل المحيط على مسافة سبعين ميلا تقريبا من مضيق أعمدة هرقل وعلى مسافة مائة وأربعين ميلا من فاس (326). وكانت هذه المدينة خاضعة لأمير سبتة الذي كان تابعا للرومان. ثم استولى عليها القوط الذين أقروا هذا الأمير في حكمه بالفعل. وقد احتلها المسلمون عام 94 ه (327) واحتفظوا بها مدة مائتين وعشرين عاما إلى أن هاجمها الانكليز بأسطول كبير بتحريض من القوط. وكان بين الانكليز والقوط عداوة، لأن القوط كانوا نصارى والانكليز كانوا عبدة أوثان. ولكن القوط تصرفوا على هذا النحوكي يطردوا المسلمين من أوروبا. وقد نجحت عملية الانكليز. فاحتلوا المدينة وأضرموا فيها النار بعد أن ذبحوا أهلها (328). ولكن عندما حكم ملوك وخلفاء قرطبة بلاد موريتانيا (329) أعادوا بناءها وجعلوها في أحسن حالة وأمنع تحصينا من السابق. وهكذا أصبح سكان أرزيلا واسعي الثراء ومثقفين ورجال حرب، وتنتج كورتها الكثير من الحبوب والثمار. ولكن لما كانت المدينة على مسافة عشرة أميال من الجبل فهي تفتقر كثيرا للحطب، ومن عادة أهلها استعمال الفحم الذي يستوردونه بكميات كبيرة من العرايش كما سبق أن ذكرنا ذلك آنفا.

وفي عام 882 هجرية (330) هاجم البرتغاليون هذه المدينة على حين غرة وسقطت

صفحة ٣١٢