135- قال عبد الملك: وحدثني أسد بن موسى، عن سعيد دري قال: حدثني ثابت البناني، وهو يبتسم، قال: حدثني جبريل، وهو يبتسم، قال: إن آخر من يدخل/ الجنة ممن لم يصر إلى النار لرجل يقال له: يا عبد الله مر على الصراط، فيمر، فتزول قدم، ويستمسك بالأخرى، وتزول يد، ويستمسك بالأخرى، والنار تأخذ منه، وترميه بشررها، وتلدغه بلهيبها كلما أصابه منها شيء ضرب بيده عليه، حتى ينجو منها برحمة الله تعالى، فيرفع له جدار أمامه، فيقول: يا رب أخرجتني من النار برحمتك، فبلغني هذا الجدار برحمتك، حتى لا أرى جهنم، ولا أسمع لها حسيسا، قال: فيأتيه ملك فيقول له: يا ابن آدم لعلك تسأل ما وراءه، فيقول: لا، وعزة الله، ثم ترفع له شجرة أمامه، فيقول: يا رب أخرجتني من النار برحمتك، وبلغتني هذا الجدار برحمتك، فبلغني هذه الشجرة برحمتك أستظل إليها فيأتيه الملك، فيقول له: يا ابن آدم أما عاهدت ربك ألا تسأل ما وراء الجدار، فلعلك تسأل ما وراء الشجرة، فيقول: لا، وعزة الله، فيقول له: قم فيأتي الشجرة، ثم يفتح له باب من أبواب الجنة أمامه، فيقول: يا رب أخرجتني من النار برحمتك، وبلغتني الجدار برحمتك، وأظللتني تحت هذه الشجرة برحمتك، فأدخلني الجنة برحمتك، فيأتيه الملك، فيقول: يا ابن آدم أما تستحي من ربك؟ أما عاهدت ربك ألا تسأل ما وراء الشجرة؟ قم فيأتي به بابا من أبواب الجنة، وعلى يمينها عين، وعلى/ يسارها عين فيغتسل من إحداهما، فتذهب حرقته، ويرجع لونه على ألوان أهل الجنة، ويشرب من الأخرى، فيذهب الله ما في قلبه من غل، أو غش، أو حسد، ثم يأتيه الملك، فيقول: يا ابن آدم مكانك حتى يأتيك إذنك من ربك، فيقوم، وينتظر، وينظر يمينا، وشمالا، فيأتيه الملك، فيقول له: قم فادخل الجنة، برحمة الله، ثم يأتيه ملك من عند الله، فيقول له: إن ربك يقول: إني قضيت لمن دخل الجنة أن له فيها ما اشتهت نفسه، فاسألني منها ما شئت أعطيك ما لو نزل بك أهل الأرض من يوم خلقتهم إلى يوم أفنيهم، وعشرة أضعافهم لأطعمتهم، ولأسقيتهم، وحليتهم، وكسوتهم لا ينقص ذلك مما أعطيتهم شيئا، فيقول: رب أتهزأ بي، وأنت رب العزة؟ فيقول الله عز وجل: لا يا عبدي ما أتهزأ بك، ولكني قادر على ما شئت إذا أردت أمرا، فإنما أقول له كن، فيكون.
صفحة ٤٤