============================================================
أرادوا المال للتكاثر والشرف والزينة، لقد اغتبت السادة ونسبتهم إلى أمر عظيم ومتى زعمت أن جمع المال الحلال أعلى وأفضل من تركه . فقد إزدريت بحمد والمرسلين ونسبتهم إلى قلة الرغبة والزهد في هذا الخير الذي رغبت فيه أنت وأصحابك من جمع المال، ونسبتهم إلى الجهل، إذا لم يجمعوا المال كما تجمع المال.
ومتى زعمت أن جمع المال الحلال اعلى وأفضل من تركه، فقد زعمت : أن رسول الله لم ينصح الأمة ، إذ نهاهم عن جمع المال، وقد علم أن جمع المال خير للأمة، فقد غشهم بزعمك، حين نهاهم عن جمع المال: كذيت ورب السماء على رسول الله ق لقد كان للامة ناصحا، وعليهم مشفقا، وبهم رؤوفا نعم، ومتى زعمت أن جمع المال الحلال أعلى وافضل من تركه، فقد زعمت أن الله عز وجل لم ينظر لعباده حين نهاهم عن جمع المال، وقد علم أن جمع المال الحلال أعلى وأفضل من تركه، فقد زعمت أن الله عز وجل لم يعلم ان الفضل والخير في جمع المال، فلذلك نهاهم عنه، وأنت اعلم بما في المال من الفضل والخير في جمع المال من ربك، تعالى عن جهلك .
أيها المفتون : تدبر ما دهاك به الشيطان ، حين زين لك الإحتجاج بمال الصحابة ويحك !! وما ينفعك الاحتجاج بمال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، فقد ود عبد الرحمن بن عوف في القيامة أنه لم يؤت من الدنيا اكثر من قوت يومه .
وبلغنا عن رسول الله قال : "ما من أحد من الناس يوم القيامة غني ولا فقير إلا ود أنه لم يؤت من الدنيا إلاقوتأ"(1) : (1) حديث ما من احد من الناس : اخرجه ابن ماجه من رواية نفيع بن الحارث، عن أنس، قال العراقي: "ونفيع ضعيف . (إحياء علوم الدين 532/3) .
صفحة ٧٧