257

============================================================

مسالة (13) في صفة الصادق، وسيرته بين الخلق قلت : رحمك الله، كيف تكون معاملة الصادق بين الخلق، وهل يقدر أن يخالطهم، وهل يكره مذمتهم، أو يفرح لمدحتهم ؟ قل لي فيه قولا موجزا مختصرا دقيقا.

قال : إن الصادق لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه، ولا يحب إطلاع الناس على مثاقيل الذر من حسن عمله، ولا يكره أن يطلع الناس على السيء من عمله، فإن كراهيته لاطلاع الناس على نقصه من عمله دليل منه لحب الزيادة عندهم، وليس هذا من أخلاق الصادقين قلت : صف لي من أحواله شيئأ أفهمه عنك.

قال : إن من علامة الصادق : أن يكون بصواب القول ناطقا، ولسانه خزونا، إن نطق فكلامه بالحق موزون، فإن الصادق طاهر القلب من كل دنس، يصافي مولاه في كل نفس قلت : فالحالة التي تقوى الصدق في الأخلاق الظاهرة ما هي؟

قال: نعم يا فتى، وضع النفس في ذل العبودية، وإلقاء الجزع والأنفة عن أبصار الناظرين إليه، لتعظيم الربويية.

قلت: فالحالة التي تقوى على هذا ما هي؟

صفحة ٢٥٧