176

============================================================

"لو كان صاحبك حاضرا فرضي بالذى قلت فمات، دخل النار" أيها المفتون : وهذا جزاء من ختم أعماله بالرضى بالتزكية ويحك أيها العابد: قد كان في الصحابة كثير أرادوا الله باعمال البر كارادتك بزعمك، وحاشا لله أن تكون مثلهم أو يكونوا مثلك ، لقد كانوا للثناء والإجلال أهلا، وهم مع فضلهم وتقواهم، أشفق عليهم رسول الله من ضرر المدحة ونهاهم عنها، وقال للمادح: "ويحك قطعت ظهره لوسمعك ما أفلح إلى يوم القيامة *(1) وقال لهم:: " الا لا تمادحوا، وإذا رأيتم المادحين فاحثوا في وجوههم التراب" (2) يقولها إشفاقا على الممدوح أن يفرح بالمدحة ويرضى بها، فيضر نفسه بدينه، وعساه لا يفلح منها أبدأ، فحذرهم رسول الله فتنة المدحة، قبل أن تحل بهم، وأنت تزعم آنك إذا مدحت فرحت، ورضيت بالمدحة، لأن ذلك لا يضرك؟

ويحك !! ما اجهلك بالذي علم رسول الله من ضرر المدحة أحوال السلف في المدع : وبعد: فتدبروا أحوال الصحابة رضي الله عنهم، فقد كانوا اعلم باله تعالى وأخشى له منكم (3) وأخلص أعمالا، وكانوا مع ذلك وجلين من المدحة ، (1) حديث وحك تطعت ظهره: انظر : إحياء علوم الدين 282/3.

(4) حديث : الا تادحوا، واذا رايم : أخرجه احمد وأبو داود والترمذي عن المقداد بن الأسود، والطبراف وابن حبان عن اين عمر، والحاكم في الكنى عن انس . وأورده العجلون في كشف الخفا حديث رقم 237، بلفظ : وإذا رأيتم 400 (3) في الأصل : منك. خطا 1

صفحة ١٧٦