139

============================================================

ن عن الله عز وجل، والهيبة له، ولم يعذروا أنفسهم كما تعذرون أنفسكم. ولم يطلبوا الحجج والمعاذير كما تطلبون الفرق بين غفلة الصحابة وغفلة غيرهم: وبعد: أفتحسبون آن غفلة الصحابة وفكرتهم في الصلاة كانت على حسب غفلتكم، ومثل فكرتكم في البيوع والخصنومات والأماني والخسارات؟ لئن ظنتتم ذلك بهم، لقد أساتم الظن وازدريتم على سادات الأمة إذ شبهتموهم بأنفسكم ولثن ظننتم أن غفلتكم في الصلاة قليلة على حسب غفلة الصحابة، فلقد أحستم الظن بأنفسكم، ورفعتموها إلى درجات الأولياء، بنس ما سولت لكم انفسكم تحري التابعين لقلوبهم : أما إنتهى إليكم أنه قيل لبعض التابعين : إنا نجد وسوسة في الصلاة.

فقال : أنا أجد ذلك . فقيل له : ما الذي تجد؟ قال : أجد ذكر الجنة والنار، وكأني واقف بين يدي ربي. فقالوا: إنا نجد ذكر الدنيا وحوائجها(1) فقال: لأن آخر من السماء إلى الأرض أحب إلي من أن يعلم الله ذلك من قلبي فهكذا الأخيار يا قوم فتدبروا ما دهاكم من الشيطان حين ألهي قلوبكم في الصلاة عن الله عز وجل، ثم زين لكم الاحتجاج بهؤلاء الاتقياء .

(1) يرى الإمام الغزالي أن المصلي إذا أحكم التوجه الخالص لله وقت النية في التكبيرة الأولى وخرج من صلاته متوجها إلى الله كذلك فما بينهما بعفي عن العبد فيه . وهو رأي أي طالب المكي والضابط والضابط الني تعرف به الخواطر التي يجب التخلص منها والتي لا يجوز التخلص منها : آن يعرض الانسان على نفسه هذه الخواطر في خلوته، فيما استوى وجوده وعدمه فلا شيء فيه وما ليس كذلك يجب نفيه. وما ليس كذلك يجب نفيه . هذا في حال أهل البدايات والا فالمحبة الالهية والفيض الالهي عند أهل النهايات مما يستوى وجوده وعدمه عندهم

صفحة ١٣٩