128

============================================================

بحدود الدين أعمي عن سبيل الرشاد منقب في ضد السداد متلون في فنون الفساد، وقد بلغنا أن رسول الله قال : "لو أن جاهلا فاق المجتهدين في العبادة كان ما يفسد أكثر مما يصلح "(1) .

والا فمتى جهلتم حدود الدين خسرتم، ومتى علمتم ما إفترض عليكم وعملتم به سعدتم، فهذا فضل ما بين الرجلين، أحدهما يلتمس فنونأ من العلم لا فقر به إليها، ولا يؤاخذ في القيامة بترك معرفتها، لكنه يسأل عنها وعن نصبه في طلبها. وماذا أراد بمعرفتها فإما للتقرب من الله تعالى أراد وإما لمعاني الدنيا وأهوائها(2). والآخر يطلب علم حدود الفرائض التي يسخط الله على من ها وبعد: فإذا أحكمتم علم الفرائض فالتمسوا من فنون العلم أوفقها لمحبة الله عز وجل، وأعظمها في الدين نفعا، وفقنا الله وإياكم لكل خير برحمته : (1) لأنه يفي بغير علم، ولا يصحح أعماله، ويقتدي به أمثاله من العامة، ويبتدع ما فيه خراب الضمير ويلادة القلوب (1) وذلك كالجدل حول القضاء والقدر وأفعال العباد ودراسة مذاهب الملاحدة والعلوم الدنيوية البحتة والتي لا نية فيها لله تعالى . ويكن تحويل عمل الدنيا الى قربه بتقويم النية.

صفحة ١٢٨