121

============================================================

الباب السادس عشر ال في أن النفس الأمارة مجمعة على تضييع حقوق الله إخواني : هذا والله الطريق الى الله فتمسكوا بما وصفت لكم واعتقدوه في قلوبكم، وابنوا عليه أعمالكم، وجاهدوا في القيام به أنفسكم، فاني أرى النفس الأمارة مجمعة على تضييع أمر الله عز وجل. فراقبوا الله ولا تهملوها، فيمحق دينكم، ويؤق عليكم وما تشعرون وبعد : فليس يرشيد من يضيع ما تسمعون، وان حقوق الله لاكثر من ذلك واكبر، فإن أظهرتم العجز عن القيام فلا أقل من الحزن الدائم العظيم ، لأن المصيبة في تضييع حقوق الله، وقد أحسب حزنكم لمصائب الدنيا أكثر من حزنكم لمصائب الدين، فإنا لله وإنا إليه راجعون المصائب تترى ويعلو بعضها على بعض، ستبدو عواقبها عند الورود غدا وفقنا الله وإياكم لكل خير برحمته، إنه سميع الدعاء وبيده الخير، وهو على كل شيء قدير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأذكى تحياته.

فلما اتقضى كلام عبد الله رحمة الله عليه ورضوانه، أقبل عليه أهل الانس به فقالوا: أيها الأخ المحتاط لإخوانه. إنك لم تأب في النصح، ولم تقصر في النظر، وإن الذي انتهيت ( به ](1) إلينا هو الحق الذي لا محيص عنه فقد ثبتت به (1) ما بين المعقوفتين : سقطت من الأصول :

صفحة ١٢١