============================================================
الباب الثاني عشر في علاج الكبر
اخواني : وأحذركم الكبر، فراقبوا الله تعالى أن تزدروا على أحد من الأمة، أو تجحدوا الحق إذا قيل لكم. وأن الله يسخط لذلك ويصغر المتكبرين(1) : وبعد: فكيف تزدرون على مسلم لا تدرون بما يختم له ولكم و[لا)(2) تدرون إلى أي الدارين مصيركم.
فان نصحت نقسك فانت بالازدراء عليك أولى، وليت قد أطلعت من أسواء نفسك، وخبث سريرتك على ما لم تطلع على مثله من سريرة غيرك، أو على مثل الذي أطلعت عليه من سريرتك بالازدراء على نفسك وتزكيتها(2).
وبعد: فإنك منهي من تفضيل نفسك وتزكيتها، محرم عليك، وعساك في القيامة تحت أقدام الذين ازدريت عليهم في الدنيا.
(1) الكبر: مدافعة لله تعالى في سلطانه وعزه وليس آشد من عبد حقير يدافع مولاه ويزاحمه على ما اختص به نفسه فالكبرياء والعظمة من خواص الله تعالى، ومن نازعه فيهما أو في أحدهما قصه أو أهلكه . ثم أن الكبر يجر إلى الكفر لأنه مدعاة الاستقلال بالأعمال وعدم النظر إلى منن الله تعالى. (قال إنا أوتيته على علم عندي) لم يقل ذلك قارون إلا بعد أن افقده الكبر عقله (2) ما بين العقوفتين : سقطت من الاصول (3) أي: وتزكية سريرة غيرك، بل عكست الأمر فإزدريت سريرة غيرك وزكيت سريرتك
صفحة ١١١