وسطية الإسلام وسماحته - عبد العزيز التويجري
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
أما مقوّمات المحاور، فهي فرعٌ عن هذه المبادئ، وتأسيسٌ على تلك القواعد. فالمحاور لا بد أن يكون حكيمًا فطنًا، عالمًا بالعصر، فقيهًا في قضاياه ومشكلاته، قويًا مستقيمًا، عارفًا بالدنيا، مدركًا لرسالته، متفتح العقل، ذكي الفؤاد، واسع الأفق، محيطًا بمعارف شتى، على قدر كبير من الثقافة والخبرة والتخصّص.
وبهذا المعنى، فإن الحوار قوة وسلاح من أسلحة السجال الثقافي والمعركة الحضارية، وهو وسيلة ناجعة من وسائل الدفاع عن المصالح العليا للأمة، وشرح قضاياها، وإبراز اهتماماتها، وتبليغ رسالتها، وإسماع صوتها، وإظهار حقيقتها، وكسب الأنصار لها، وجلب المنافع إليها، ودرء المفاسد عنها.
وإذا كان الحوار أصلًا ثابتًا في الحضارة الإسلامية، فإنه من مبادئ الشرع الحنيف، استنادًا إلى قوله تعالى: ﴿قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ (١) . فهذه الآية في عمقها وجوهرها، وفي مغزاها ومعناها، دعوة إلى الحوار الراقي الهادف.
_________
(١) آل عمران، الآية ٦٤.
1 / 21