وسطية الإسلام ودعوته إلى الحوار
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
ب) السلامة من التناقض: لأن التناقض ممجوج، ومن أمثلة ذلك ما ذكره بعض أهل التفسير من وصف فرعون لموسى ﵇ بقوله: ﴿سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ﴾ [االذاريات:٣٩]
وهو وصف قاله الكفار لكثير من الأنبياء بما فيهم كفار الجاهلية ولنبينا محمد ﷺ. وهذان الوصفان السحر والجنون لا يجتمعان، لأن الشأن في الساحر العقل والفطنة والذكاء، أما المجنون فلا عقل معه ألبتة، وهذا منهم تهافت وتناقض بيّن.
ونعت كفار قريش لآيات محمد ﷺ بأنها سحر مستمر، كما في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ﴾ [القمر:٢] وهو تناقض؛ فالسحر لا يكون مستمرًا، والمستمر لا يكون سحرًا.
ج) ألا يكون الدليل هو عين الدعوى، لأنه إذا كان كذلك لم يكن دليلًا، ولكنه إعادة للدعوى بألفاظ وصيغ أخرى. وعند بعض المُحاورين من البراعة في تزويق الألفاظ وزخرفتها ما يوهم بأنه يُورد دليلًا. وواقع الحال أنه إعادة للدعوى بلفظ مُغاير، وهذا تحايل لإطالة النقاش من غير فائدة.
1 / 24