وسطية الإسلام ودعوته إلى الحوار
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
المبحث الثالث تعريف الحوار وأهميته تعريف الحوار
الحوار في اللغة من الحور وهو: الرجوع عن الشيء إلى الشيء. [اللسان ٤ / ٢١٧] ويقصد به: المُراجعة في الكلام.
والجدال: من جَدَلَ الحبل إذا فَتَلَه، أطلق على من خاصم بما يشغل عن ظهور الحق ووضوح الصواب، ثم استعمل في مُقابَلَة الأدلة لظهور أرجحها.
وبين الجدال والحوار فرق؛ فالحوار مراجعة الكلام وتبادله بين المتحاورين وصولًا إلى غاية مستندًا إلى أنه يجري بين صاحبين أو اثنين ليس بينهما صراع، ومنه قوله تعالى: ﴿قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ﴾ [الكهف: ٣٧]
وأما الجدال فأكثر وروده في القرآن الكريم بالمعنى المذموم كقوله تعالى: ﴿وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ﴾ [غافر: ٥] وهذا الجدل حوار لا طائل من ورائه ولكن جاء الجدل أيضًا محمودًا في مواضع كقوله تعالى: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [العنكبوت: ٤٦]، وقوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: ١٢٥]
1 / 19