وسائل الوصول إلى شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
الناشر
دار المنهاج
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٥ هـ
مكان النشر
جدة
تصانيف
رماه فلم يخطئ هذه منه- يعني: جبهته- وانقلب الرّجل وشال برجله «١»، فضحك النّبيّ ﷺ حتّى بدت نواجذه. قال:
قلت: من أيّ شيء ضحك «٢»؟
قال: من فعله بالرّجل «٣» .
وعن عليّ بن ربيعة قال: شهدت عليّا رضي الله تعالى عنه أتي بدابّة ليركبها، فلمّا وضع رجله في الرّكاب.. قال: باسم الله. فلمّا استوى على ظهرها.. قال: الحمد لله، ثمّ قال: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ. وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ [الزخرف: ١٣- ١٤] .
ثمّ قال: الحمد لله (ثلاثا)، والله أكبر (ثلاثا)، سبحانك إنّي ظلمات نفسي فاغفرلي؛ فإنّه لا يغفر الذّنوب إلّا أنت. ثمّ ضحك.
فقلت: من أيّ شيء ضحكت يا أمير المؤمنين؟
قال: رأيت رسول الله ﷺ صنع كما صنعت ثمّ ضحك.
فقلت: من أيّ شيء ضحكت يا رسول الله؟
_________
(١) أي: صار أعلاه أسفله، وسقط على استه. وشال برجله: رفعها، والباء هنا للتعدية أو زائدة.
(٢) أي: من أجل أي سبب ضحك النبي ﷺ؛ هل من رمي سعد للرجل وإصابته؟ أو من رفعه لرجله وافتضاحه بكشف عورته؟ ولأجل هذا الاحتمال استفسر الراوي- وهو عامر- سعدا عن سبب ضحكه ﷺ.
(٣) أي: ضحك ﷺ من أجل رميه الرجل وإصابته؛ لا من رفعه لرجله وافتضاحه بكشف عورته، لأنه لا يليق بالنبي ﷺ، ولا ينبغي أن يضحك لهذا؛ بل لذاك.
1 / 96