وسائل الوصول إلى شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
الناشر
دار المنهاج
الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٥ هـ
مكان النشر
جدة
تصانيف
[وفاة رسول الله ص]
وأمّا وفاة رسول الله ﷺ:
فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: اخر نظرة نظرتها إلى رسول الله ﷺ كشف السّتارة يوم الإثنين، فنظرت إلى وجهه كأنّه ورقة مصحف «١»، والنّاس خلف أبي بكر، فكاد النّاس أن يضطربوا، فأشار إلى النّاس: أن اثبتوا وأبو بكر يؤمّهم، وألقى السّجف، وتوفّي رسول الله ﷺ من اخر ذلك اليوم.
و(السّجف): السّتارة.
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كنت مسندة النّبيّ ﷺ إلى صدري- أو قالت: إلى حجري- فدعا بطست؛ ليبول فيه «٢»، ثمّ بال، فمات ﷺ.
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها أيضا أنّها قالت: رأيت رسول الله ﷺ وهو بالموت، وعنده قدح فيه ماء، وهو يدخل يده في القدح، ثمّ يمسح وجهه بالماء، ثمّ يقول: «اللهمّ؛ أعنّي على سكرات الموت» .
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها أيضا قالت: لا أغبط أحدا بهون موت بعد الّذي رأيت من شدّة موت رسول الله ﷺ.
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها أيضا قالت: لمّا قبض رسول الله ﷺ.. اختلفوا في دفنه، فقال أبو بكر: سمعت من
(١) وهو كناية عن الجمال البارع وحسن البشرة، وصفاء الوجه واستنارته.
(٢) إناء من نحاس مستدير، يغسل فيه. معرب (تشت) .
1 / 345