224

وسائل الوصول إلى شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

الناشر

دار المنهاج

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٥ هـ

مكان النشر

جدة

تصانيف

[جلوس رسول الله ص]
وأمّا جلوس رسول الله ﷺ:
فعن خارجة بن زيد رضي الله [تعالى] عنه قال: كان النّبيّ ﷺ أوقر النّاس في مجلسه؛ لا يكاد يخرج شيئا من أطرافه «١» .
وكان مجلسه ﷺ مجلس حلم وحياء، وأمانة وصيانة، وصبر وسكينة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم، يتعاطفون فيه بالتّقوى، ويتواضعون، ويوقّر الكبار، ويرحم الصّغار، ويؤثرون المحتاج، ويحفظون الغريب، ويخرجون أدلّة على الخير.
قوله: (لا تؤبن فيه الحرم) أي: لا تذكر فيه النّساء بقبيح، ويصان مجلسه عن الرّفث، وما يقبح ذكره.
وكان رسول الله ﷺ يجلس بين أصحابه كأنّه أحدهم، فيأتي الغريب فلا يدري أيّهم هو حتّى يسأل عنه. فطلب أصحابه منه أن يجلس مجلسا رفيعا ليعرفه الغريب فقال: «افعلوا ما بدا لكم»، فبنوا له دكّانا من طين، فكان يجلس عليها.
و(الدّكّان) - كالدّكّة-: المكان المرتفع يجلس عليه، وهو المسطبة.
وكان ﷺ إذا جلس.. جلس إليه أصحابه حلقا حلقا.
وكان ﷺ لا يتنخّم نخامة إلّا وقعت في كفّ رجل من

(١) أي: أطراف بدنه؛ كرجليه.

1 / 242