وسائل الوصول إلى شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
الناشر
دار المنهاج
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٥ هـ
مكان النشر
جدة
تصانيف
ذهبا، فقلت: لا يا ربّ، ولكن أشبع يوما وأجوع يوما، فإذا جعت..
تضرّعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت.. شكرتك وحمدتك» .
وعن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما قال: كان رسول الله ﷺ ذات يوم وجبريل على الصّفا، فقال رسول الله ﷺ: «يا جبريل؛ والّذي بعثك بالحقّ ما أمسى لال محمّد سفّة «١» من دقيق، ولا كفّ من سويق «٢»» .
فلم يكن كلامه بأسرع من أن سمع هدّة من السّماء أفزعته، فقال رسول الله ﷺ: «أمر الله القيامة أن تقوم؟» .
قال: لا، ولكن أمر إسرافيل فنزل إليك حين سمع كلامك.
فأتاه إسرافيل، فقال: إنّ الله تعالى قد سمع ما ذكرت فبعثني إليك بمفاتيح خزائن الأرض، وأمرني أن أعرض عليك: إن أردت أن أسيّر معك جبال تهامة زمرّذا وياقوتا، وذهبا وفضة.. فعلت، فإن شئت: نبيّا ملكا، وإن شئت نبيّا عبدا؟
فأومأ إليه جبريل أن تواضع.
فقال: «بل نبيّا عبدا» (ثلاثا) . رواه الطّبرانيّ بإسناد حسن.
ولله درّ الأبو صيريّ حيث قال:
وراودته الجبال الشّمّ من ذهب ... عن نفسه فأراها أيّما شمم)
(١) قبضة. (٢) دقيق الشعير المقلو، ويكون من القمح، والأكثر جعله من الشعير.
1 / 150