تحذير أهل الأيمان عن الحكم بغير ما أنزل الرحمن
الناشر
الجامعة الإسلامية
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٠٧هـ
مكان النشر
المدينة المنورة
تصانيف
وقال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾
فأنتم ترون أنه سبحانه أخبر في هذه الآيات، أنه أنزل الكتاب لبيان حكم ما يختلف فيه الناس، وجعله، هدى وجعله رحمة، وجعله شفاء للقلوب والصدور من الظلمات، وجعله مخرجا من الظلمات إلى النور، وجعله نورا وجعل إليه التنازع والتحاكم، إلى غير ذلك من أوصافه التي لا تحصى.
فكيف يكون بهذه الأوصاف التي وصفه الله سبحانه بها، وبالناس حاجة إلى قوانين البشر وأوضاعهم وسياساتهم فما دام في الناس حاجة ما في أية جزئية إلى أي قانون ورأي يكن بتلك الأوصاف والله أصدق القائلين.
فتبين بذلك أنه ما غادر صغيرة ولا كبيرة من أمور الدين والدنيا وما يتعلق بصلاح المعاش والمعاد إلا وتكفل بها واحدة واحدة عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله قال الشرف البوصيري في آيات القرآن.
لها معان كموج البحر في مدد ... وفوق جوهره في الحسن والقيم
فما تعد ولا تحصى عجائبها ... ولا تسام على الإكثار بالسأم
قرت بها عين قاريها فقلت له ... لقد ظفرت بحبل الله فاعتصم
ولكن الأفهام والعقول متفاوتة، فمن يصادف فهمه المحز ويطبق المفصل، فهذا هو الذي له أجران- ومن يخطئه ولا يصيبه بعد بذل
1 / 52