تحذير أهل الأيمان عن الحكم بغير ما أنزل الرحمن
الناشر
الجامعة الإسلامية
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٠٧هـ
مكان النشر
المدينة المنورة
تصانيف
لأنهم لم يسلكوا طريق الناجين الفائزين من هذه الأمة وهم الصحابة ومن تبعهم ولا قصدوا قصدهم بل خالفوهم في الطريق والقصد معا".
ولقد صدق والله فيما نطق، هذا حال جلنا إن لم يكن كلنا فلا حول ولا قوة إلا بالله وإلى الله المشتكى من فساد قلوبنا ونياتنا وأحوالنا وأخلاقنا فقد بلغ الفساد بنا مبلغا لا يمكن أن ينهض بنا ناهض لشيء من معالي الأمور إلا من ساعدته يد التوفيق وما أقلهم بل هم أعزمن الكبريت الأحمر.
ثم لو لم يكن في القرآن المجيد في الزجر عن اتباع القوانين البشرية غير هذه الآية الكريمة لكفت العاقل اللبيب الذي أوتي رشده وأهمه صلاح قلبه عن تطلب غيرها، فكيف والقرآن كله يدعو إلى تحكيم ما أنزل الله وعدم تحكيم ما عداه، إما تصريحا وإما تلويحا وله جاهد من جاهد ويجاهد من يجاهد من عباد الله المتقين من لدن بعث سيدنا محمد ﷺ إلى يوم تقوم الساعة وقد صح عنه ﵌ أنه قال: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا خلاف من خالفهم حتى يأتي أمرالله" - وأنه قال: "لا تجتمع أمتي على ضلالة".
فعلمنا بذلك أن من الممتنع بالسمع أن يتمالأ العالم كلهم شرقا وغربا من أمة سيدنا محمد ﷺ على اتباع القوانين البشرية وعدم المبالاة بالقانون الإلهي بل لابد أن يكون فيهم ولو واحد ينكر على هؤلاء الكل إما بلسانه إن أمكنه ذلك ولم يفتكوا به وإما بقلبه إن لم يمكنه وظن الفتك به كما قد كان أيام الاستبداد.
والغرض بيان أن طائفة الحق لا تزال تقاتل وتجاهد على تحكيم
1 / 25