تحذير أهل الأيمان عن الحكم بغير ما أنزل الرحمن
الناشر
الجامعة الإسلامية
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٠٧هـ
مكان النشر
المدينة المنورة
تصانيف
وما كان شرعا لغيره وهو لا يوافق شرعه فقد نسخ كالسبت، وتحريم كل ذي ظفر وشحم الثرب١ والكليتين، فإن اتخاذ السبت عيدا، وتحريم هذه الطيبات قد كان شرعا ثم نسخ.
فالأقسام ثلاثة إجمالا، وأربعة تفصيلا فاحتفظ كل الاحتفاظ على هذه القاعدة تنفعك.
ثم دين الأنبياء كلهم الإسلام كما أخبر الله بذلك عنهم في غير موضع من القرآن- وكما في الصحيحين عن النبي ﷺ أنه قال: "إنا معشر الأنبياء ديننا واحد" وهو الاستسلام لله وحده وذلك إنما يكون بطاعته فيما أمر به في ذلك الوقت فطاعة كل نبي هي من دين الإسلام إذ ذاك، فاستقبال صخرة بيت المقدس مثلا كان من دين الإسلام قبل النسخ، ثم لما أمر باستقبال الكعبة صار استقبالها من دين الإسلام ولم يبق استقبال الصخرة من دين الإسلام ولهذا خرج اليهود والنصارى عن دين الإسلام. فإنهم تركوا طاعة الله وتصديق رسوله واعتاضوا عن ذلك بمبدل أو منسوخ!.
وبالجملة فدين الإسلام هو دين الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين.
وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخرة مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ عام في كل زمان ومكان.
_________
١ الثرب وزن فلس شحم رقيق على الكرش والأمعاء اهـ
1 / 17