ورد الطائف في شرح روضة الطرائف في رسم المصحف
الناشر
دار طيبة الخضراء
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٣ هـ - ٢٠٢١ م
مكان النشر
مكة المكرمة
تصانيف
القول الخامس: إنها ثمانية مصاحف، (المدينة والإمام والشام والكوفة والبصرة ومكة واليمن والبحرين)، وهو قول الإمام الشاطبي في العقيلة (^١)، والناظم (^٢)، والإمام ابن الجزري (^٣).
القول السادس: إنها تسعة مصاحف، وهو قول اليعقوبي في تاريخه (^٤).
قلت: ولعلَّ أولى الأقوال وأرجحها على -حدِّ علمي -أَنَّها سِتَّةُ. والله تعالى أعلم.
قال الإمام السخاوي (ت: ٦٤٣ هـ): «فَلَمَّا فَرَغَ عثمانُ ﵁ من أمر المصاحفِ، حَرَقَ ما سِوَاهَا، وردَّ تلك الصحف الأولى إلى حفصةَ ﵂ فكانت عندها، فلمَّا ولي مَرْوانُ المدينة، طَلَبَهَا ليُحْرِقَهَا فلم تجبهُ حفصة ﵂ لذلك، ولم تبعث بها إليه، فلمَّا ماتت، حضر مَرْوان جنازتها، وطلب الصحف من أخيها عبد الله بن عمر ﵄، وعزم عليه في أمرها، فسيَّرها عند انصرافه فحرقها، خشية أن تظهر فيعود الناسُ إلى الاختلاف» (^٥).
وقوله: (وَمُخْطِئٌ مُدَّعٍ لِّاهْمَالَ وَالخَلَلَا) أخبر النَّاظِمُ ﵀ أنَّه قد أَخْطَأَ من ادَّعى أنَّ في مصحف عثمان ﵁ إِهْمَالًا أَوْ خَلَلًا.
قال الناظم: «جميع ما كُتِبَ في المصحف الكريم صحيحٌ متواترٌ في التلاوةِ. وقد أخطأ الملاحدة، وهم غلاة الشيعة، وضَلُّوا ضلالًا بعيدًا في قولهم: إنَّ الذين كتبوا المصاحف أسقطوا من التلاوة أشياء، وَغَيَّرُوا نَظْمَهُ» (^٦).
قال القاضي أبو بكر الباقلاني (ت: ٤٠٣ هـ): «وجميع القرآن الذي أنزله الله تعالى،
(^١) انظر: العقيلة، البيتين رقم: ٣٦ - ٣٧. (^٢) انظر: جميلة أرباب المراصد: ٢٣٥ - ٢٣٦. (^٣) انظر: النشر: ٢/ ٢٥ - ٢٦. (^٤) انظر: تاريخ اليعقوبي: ٢/ ٦٦. (^٥) انظر: الوسيلة: ٧٦ - ٧٧. (^٦) انظر: جميلة أرباب المراصد: ١٢٩.
1 / 220