ورد الطائف في شرح روضة الطرائف في رسم المصحف
الناشر
دار طيبة الخضراء
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٣ هـ - ٢٠٢١ م
مكان النشر
مكة المكرمة
تصانيف
وقد ردَّ الإمام ابن حزم الظاهري (ت: ٤٥٦ هـ) هذا القولَ وَشَنَّعَ عليه فقال: «وهذا كلامٌ في غايةِ النُّقصَانِ والبطلانِ؛ إِذْ مِنَ المُحَالِ أَنْ يُكَلِّفَ أَحَدًا أَنْ يَجِيءَ بِمَثَلٍ لِمَا لَمْ يَعْرِفْهُ قَطُّ وَلَا سَمِعَهُ» (^١).
و(ملا): أصلها: الملأ، وقُصِرَ لِلْوَزْنِ: وهي الجماعةُ من النَّاسِ، وقيل: أشرافُ الناسِ ووجوههم (^٢).
[١٩] وَكُلَّ عَامٍ رَسُولُ اللهِ يَعرِضُهُ … عَلَى الأَمِينِ وَقِيلَ فِي الأَخِيرِ كِلَا
الأمين: هو جبريلُ ﵇؛ قال تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ﴾ [الشعراء: ١٩٣].
وفيه إشارة إلى حديث معارضة النبي ﷺ القرآن على جبريل ﵇ كل عام مرة، ونقل أنَّه عرضه في العام الأخير مرتين.
قال الإمام الناظم: «وكان ﷺ كل سنة في رمضان يعرض ما معه من القرآن على الأمين جبريل، ونُقل أنَّه عرضه في العام الأخير مرتين» (^٣).
وجاء في ذلك في عدة أحاديث منها، عن عائشة ﵂ قالت: أقبلت فاطمة تمشي، كأنَّ مشيتَها مشيُ النبي ﷺ، فقال النبي ﷺ: مرحبا بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه، أو عن شماله، ثم أسرَّ إليها حديثًا، فبكت، فقلت لها: لم تبكين؟ ثم أسرَّ إليها حديثًا فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحًا أقرب من حزن. فسألتها عما قال، فقالت: ما كنت لأُفشيَ سِرَّ رسول الله ﷺ، حتى قبض النبي ﷺ فسألتها، فقالت: أَسَرَّ إِليَّ: «أنَّ
(^١) انظر: الفصل في الملل والنحل: ٣/ ٤٨، والمغني في أبواب التوحيد والعدل: ١٦/ ٣١٨. (^٢) انظر: العين: ٨/ ٣٤٦ (م ل أ). مقاييس اللغة: ٥/ ٣٤٦ (م ل ي)، والمحكم: ١٢/ ٧٦ (م ل أ). (^٣) انظر: جميلة أرباب المراصد: ١٩٢.
1 / 200