ورد الطائف في شرح روضة الطرائف في رسم المصحف

محمد عبد الله إبراهيم البركاتي ت. غير معلوم
159

ورد الطائف في شرح روضة الطرائف في رسم المصحف

الناشر

دار طيبة الخضراء

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢١ م

مكان النشر

مكة المكرمة

تصانيف

وقد ردَّ الإمام ابن حزم الظاهري (ت: ٤٥٦ هـ) هذا القولَ وَشَنَّعَ عليه فقال: «وهذا كلامٌ في غايةِ النُّقصَانِ والبطلانِ؛ إِذْ مِنَ المُحَالِ أَنْ يُكَلِّفَ أَحَدًا أَنْ يَجِيءَ بِمَثَلٍ لِمَا لَمْ يَعْرِفْهُ قَطُّ وَلَا سَمِعَهُ» (^١). و(ملا): أصلها: الملأ، وقُصِرَ لِلْوَزْنِ: وهي الجماعةُ من النَّاسِ، وقيل: أشرافُ الناسِ ووجوههم (^٢). [١٩] وَكُلَّ عَامٍ رَسُولُ اللهِ يَعرِضُهُ … عَلَى الأَمِينِ وَقِيلَ فِي الأَخِيرِ كِلَا الأمين: هو جبريلُ ﵇؛ قال تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ﴾ [الشعراء: ١٩٣]. وفيه إشارة إلى حديث معارضة النبي ﷺ القرآن على جبريل ﵇ كل عام مرة، ونقل أنَّه عرضه في العام الأخير مرتين. قال الإمام الناظم: «وكان ﷺ كل سنة في رمضان يعرض ما معه من القرآن على الأمين جبريل، ونُقل أنَّه عرضه في العام الأخير مرتين» (^٣). وجاء في ذلك في عدة أحاديث منها، عن عائشة ﵂ قالت: أقبلت فاطمة تمشي، كأنَّ مشيتَها مشيُ النبي ﷺ، فقال النبي ﷺ: مرحبا بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه، أو عن شماله، ثم أسرَّ إليها حديثًا، فبكت، فقلت لها: لم تبكين؟ ثم أسرَّ إليها حديثًا فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحًا أقرب من حزن. فسألتها عما قال، فقالت: ما كنت لأُفشيَ سِرَّ رسول الله ﷺ، حتى قبض النبي ﷺ فسألتها، فقالت: أَسَرَّ إِليَّ: «أنَّ

(^١) انظر: الفصل في الملل والنحل: ٣/ ٤٨، والمغني في أبواب التوحيد والعدل: ١٦/ ٣١٨. (^٢) انظر: العين: ٨/ ٣٤٦ (م ل أ). مقاييس اللغة: ٥/ ٣٤٦ (م ل ي)، والمحكم: ١٢/ ٧٦ (م ل أ). (^٣) انظر: جميلة أرباب المراصد: ١٩٢.

1 / 200