ورد الطائف في شرح روضة الطرائف في رسم المصحف
الناشر
دار طيبة الخضراء
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٣ هـ - ٢٠٢١ م
مكان النشر
مكة المكرمة
تصانيف
قول النَّاظِمُ: (وَالغَيْبُ فِي سُوَرٍ) هذا رَدٌّ عَلَى مذهب القائلين بأنَّ إعجاز القرآن إخباره عن الغيب، وليست كلُّ سورِ القرآنِ الكريمِ فيها إخبارٌ بالغَيْبِيَّاتِ.
قال الناظم: «وتقريره: أنَّ الإخبار عن الغيب جاء في بعض سور القرآن، واكتفى منهم بمعارضة سورة غير معينة، فلو كان كذلك، لعارضوه بقدر أقصر سورة لا غيبَ فيها» (^١).
وقال الإمام الزركشي: «ورُدَّ هذا القولُ بأنَّه يستلزم بأنَّ الآياتِ التي لا خَبَرَ فيها بذلك لا إعجاز فيها، وهو باطلٌ، فقد جعل الله كل سورةٍ معجزةٍ بنفسِهَا» (^٢)، لا يقدرُ أحدٌ من البشرِ أن يأتي بمثلها.
[١٧] يَلْزَمُ مُعْجِزَةً كَالشِّعْرِ، ثُمَّ لَهُمْ … خَالِي التَّنَاقُضِ مِقْدَارَ الَّذِي سَأَلَا
قول النَّاظِمُ: (وَالاخْتِرَاعُ فَلَا يَلْزَمُ مُعْجِزَةً كَالشِّعْرِ).
هذا ردٌّ على المذهب الرابع وهو قولهم: إنَّ إعجاز القرآن في أسلوبه.
قال الناظم في الردِّ على هذا المذهب: «وبطلُهُ بالشِّعْرِ» (^٣).
أي: إنَّ قولَ بعضهم: إعجازُ القرآن في أُسْلُوبِهِ، بَاطِلٌ بِالشِّعْرِ.
وقال الإمام السيوطي (ت: ٩١١ هـ): «ولا مجرَّدُ أسلوبه، وإلَّا لكان الابتداءُ بأسلوبِ الشِّعْرِ معجزًا» (^٤)، ولأصبح كلام الذين عارضوا القرآن - كمسيلمة وغيره - معجزًا.
وقول النَّاظِمُ: (ثُمَّ لَهُمْ خَالِي التَّنَاقُضِ مِقْدَارَ الَّذِي سَأَلَا).
(^١) انظر: جميلة أرباب المراصد: ١٥١. (^٢) انظر: البرهان في علوم القرآن: ٢/ ٢٢٨. (^٣) انظر: جميلة أرباب المراصد: ١٥٤، ١٢١. (^٤) انظر: الإتقان: ٥/ ١٨٨٣ - ١٨٨٤.
1 / 198