81

ورثة الأنبياء

الناشر

دار القاسم

تصانيف

النوم ليلًا كان أو نهارًا، وآكل الطعام إذا اشتهيت الطعام في أي وقت كان. وقال بقي بن مخلد القرطبي مخبرًا عن نفسه: إني لأعرف رجلًا كانت تمضي عليه الأيام في وقت طلبه للعلم ليس له طعام إلا ورق الكرنب الذي يرمى (١). وقال إبراهيم بن عمر الجعيري: كنت في أول طلبي للعلم أشتري جزرًا بفلس فكان يكفيني ثلاثة أيام. وحدث الإمام أبو علي البلخي عن رحلته في طلب العلم فقال: لقد كنت بعسقلان أطلب العلم، فقلت نفقتي وبقيت أيامًا بلا أكل، فذهبت لأكتب، فعجزت عن الكتابة لما بي من الجوع، فكنت أذهب إلى دكان خباز وأقعد بقربه وأشم رائحة الخبز وأتقوى بها، ثم يسر الله لي مالًا (٢). وقال أبو العباس الجرجاني: كان أبو إسحاق الشيرازي لا يملك شيئًا من الدنيا، فبلغ به الفقر مبلغه، حتى كان لا يجد قوتًا ولا ملبسًا! ولقد كنا نأتيه وهو ساكن في القطيعة - حي من أحياء بغداد - فيقوم لنا نصف قومة، ليس يعتدل قائمًا من العري! كي لا يظهر منه شيء. وهذا عيسى بن موسى بن محمد المتوكل يقول: مكثت ثلاثين عامًا، أشتهي أن أشارك العامة في أكل هريسة السوق فلا أقدر على ذلك، لأجل البكور في طلب الحديث.

(١) السير ١٣/ ٢٩٢. (٢) تذكرة الحفاظ ٤/ ١١٧٣.

1 / 84