119

ورثة الأنبياء

الناشر

دار القاسم

تصانيف

على المنصور ليكتبوا عنه الحديث ويحققوا له ما تمناه، فلما رآهم المنصور قال: لستم بأصحاب الحديث الذين أريدهم إنما هم الدنسة ثيابهم، المشققة أرجلهم، الرحالون في البلدان (١).
قال الأعمش: إذا رأيت الشيخ لم يقرأ القرآن ولم يكتب الحديث فاصفع له (أي الطمه)، فإنه من شيوخ القمراء، قيل: وما شيوخ القمراء؟ قال أبو جعفر: هم شيوخ دهريون، يجتمعون في ليالي القمر، يتذاكرون أيام الناس ولا يحسن أحدهم أن يتوضأ للصلاة (٢).
وقال مبينًا قدر نفسه وقدر العلم الذي يحمله والذي رفع قدره وأنزله منزلة عالية: لولا القرآن وهذا العلم عندي لكنت من بقالي الكوفة (٣).
قال المزني: كان الشافعي ﵀ إذا رأى شيخًا (أي كبير السن) سأله عن الحديث والفقه، فإن كان عنده شيء من العلم سكت عنه وإلا قال له: لا جزاك الله خيرًا عن نفسك ولا عن الإسلام، قد ضيعت نفسك وضيعت الإسلام (٤).
والعلماء لهم سهام من حديث الرسول ﷺ، يجري لهم الخير حتى بعد موتهم لما نشروه من العلم وما بينوه للناس.
قال رسول الله ﷺ: «إذا مات الإنسان (وفي رواية ابن آدم) انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» رواه مسلم.

(١) تاريخ الخلفاء ص ١٧٧.
(٢) مفتاح دار السعاد جـ ٢.
(٣) السير ٦/ ٢٢٩.
(٤) مفتاح دار السعادة جـ ٢.

1 / 122