113

ورثة الأنبياء

الناشر

دار القاسم

تصانيف

إله إلا الله وحده لا شريك له والله ما ولي لي أب ولا جد ولاية قط، ولا أحد من سلفي رأى هذا قط (يعني الاحترام والتكريم) وما رأيت ما ترون إلا بالأقلام، فأجهدوا أنفسكم، وأتبعوا أبدانكم في طلب العلم وتدوينه، واصبروا على شدته؛ فإنكم تنالون به خيري الدنيا والآخرة. واستمع إلى الإمام ابن القيم ﵀ في كتابه «مفتاح دار السعادة» وهو يحدثك عن سلطان العلم وهيبته وعزته في النفوس والقلوب فيقول: سلطان العلم أعظم من سلطان اليد، ولهذا ينقاد الناس للحجة ما لا ينقادون لليد، فإن الحجة تنقاد لها القلوب، وأما اليد فإنما ينقاد لها البدن، فالحجة تأسر القلب وتقوده، بل سلطان الجاه إذا لم يكن معه علم يساس به فهو بمنزلة سلطان السباع والأسود ونحوها، قدرة بلا علم ولا رحمة، بخلاف سلطان الحجة فإنه قدرة بعلم ورحمه وحكمة. وسلطان العلم نراه واقعًا ملموسًا في حياتنا لا يحتاج إلى بسط وإيضاح، فمن يذهب للعلماء للسلام عليهم أكثر بكثير ممن يذهب إلى الوزراء والحكام وغيرهم من أهل الدنيا! ! قال سالم ابن أبي الجسد: اشتراني مولاي بثلاثمائة درهم وأعتقني فقلت: بأي شيء أحترف؟ فاحترفت العلم، فما تمت لي سنة حتى أتاني أمير المدينة زائرًا فلم آذن له (١). وقال حماد بن سليمان: دخلت على حماد بن سلمة، فإذا ليس في

(١) الإحياء ١/ ١٩.

1 / 116